بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكم ...
اليوم انا جايبه لكم النشيد الوطني الياباني ..
تفضلوا :
ولنبدأ بالنشيد الوطني اليابانى الذي يسمى "كيمى جايو" أي "حكم إمبراطورنا" وهو له مذاقه الياباني الخاص، وفيما يلي نصه:
فليمتد حكمك السعيد عشرة آلاف عام،
فلتحكم يا مولأي حتى تصبح الحصى الصغيرة
صخوراً ضخمة من خلال توحدها عبر الزمان،
تغطى جوانبها الموقرة الطحالب.
ولا يمكن فهم هذا النشيد الوطني إلا في سياقه الياباني. ولنبدأ بشرح واحدة من أهم التفاصيل في النشيد وهي الإشارة إلى الحصى الصغيرة التي تتحول إلى صخور ضخمة. فقد كان اليابانيون القدماء يتصورون أن الصخور الضخمة كانت في الأصل حصى صغيرة توحدت تدريجيا عبر الزمان إلى أن أصبحت صخورا ضخمة تعلوها الطحالب. فالإشارة هنا هي في واقع الأمر إشارة للزمن، أو ربما إلغاء له، وهذا موضوع أساسي في النشيد. ويلاحظ أن النشيد لا يذكر الوطن ولكنه يركز على الإمبراطور، ولكن الإمبراطور هنا ليس شخصاً أو فرداً، فهو يعيش عبر الزمان، بل إن الزمان نفسه يختفي والتاريخ يغدو لا وجود له، وهذا أمر مفهوم في إطار الرؤية الحلولية اليابانية حيث يتوحد الإله بالإمبراطور بالأرض بالشعب فيصبح الإمبراطور تجسداً للإله على الأرض التي تتقدس بسبب هذا التجسد. ومن ثم فعبادة الإمبراطور هي عبادة الوطن وهي في نهاية الأمر عبادة الشعب لنفسه. ومثل هذه الرؤية انغلاقية تماماً، إذ تقسم العالم إلى المقدس والمدنس، والأنا والآخر. ولعل هذا هو سر انغلاق اليابان الإقطاعية على نفسها، ومحاولة اليابان الحديثة أن تحتفظ بخصوصيتها (أوقداستها) اليابانية (ويبدو أنها قد أخفقت تماماً في ذلك، فالأمركة قد اخترقت جنبات المجتمع اليابانى، فالأجيال الجديدة غير مهتمة كثيرا بتراثها، أو حولته إلى مجرد زخارف جميلة ليس لها مضمون حقيقي. وهذه هي إحدى مفارقات الرؤية الحلولية التي تتسم بالتأرجح بين الانغلاق الكامل والانفتاح الكامل، وبالتشرنق والذوبان.
ان شاء الله يكون عجبكم ...
في انتظار الردود ..
سلام ..